رحيل الفنان المصري يوسف شعبان (وهذه ورقة عن حياته)

أحد, 28/02/2021 - 17:25

القاهرة- وكالات : يشيع يوم الإثنين جثمان الفنان الراحل يوسف شعبان في أحد المساجد في مدينة السادس من أكتوبر وبعدها يتوجه جثمانه إلى مقابر العائلة في أكتوبر أيضا.

 

ورحل الفنان الكبير مساء الأحد، عن عمر يناهز 90 عاما متأثرا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا.

 

ولد يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة عام 1931، وكان والده مصمم إعلانات مشهورا في شركة (إيجبشان جازيت). تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الإسماعيلية والتعليم الثانوي في مدرسة التوفيقية الثانوية. بسبب تفوقه في مادة الرسم قرر الانتساب إلى كلية الفنون الجميلة ولكن عائلته رفضت بشدة وخيرته بين كلية الشرطة (ليلتحق بأبناء أخواله) أو الكلية الحربية (ليلتحق بأبناء أعمامه) أو كلية الحقوق، ونتيجة للضغط الشديد عليه قرر الالتحاق بالكلية الحربية ولكن في اختبار الهيئة أسقط نفسه فرفضوا انضمامه ولكن عائلته علمت بما دبره فأجبرته على الانضمام لكلية الحقوق في جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع والممثل سعيد عبد الغني والكاتب إبراهيم نافع.

 

وقرر بناء على نصيحة كرم مطاوع الالتحاق بفريق التمثيل في الكلية ثم قدم أوراق اعتماده في المعهد العالي للفنون المسرحية. وبسبب ضغط الدراسة في الكلية والمعهد قرر التركيز في دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1962.

 

بدأ مسيرته السينمائية سنة 1961 في فيلم “في بيتنا رجل” مع عمر الشريف والمخرج بركات ثم توالت أعماله السينمائية التي تعدت 110 أفلام سينمائية.

 

لاقى في بداياته السينمائية منافسة شرسة ولكنها شريفة من أبرز نجوم فترة الستينيات وهم رشدي أباظة، كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار، حسن يوسف، وشكري سرحان، وكان بعضهم يغري المنتجين بتخفيض الأجر الذي يحصل عليه للتأثير عليهم لاختيارهم وعدم اختياره.

 

وحدث خلاف كبير قبل البدء في تصوير فيلم معبودة الجماهير إنتاج سنة 1967 والسبب أن الفنان الكبير عبد الحليم حافظ كان غير مقتنع به بينما العكس عند الفنانة شادية المقتنعة به لأنهما قدما أفلاماً ناجحة معاً في السنوات القليلة الماضية، فهددت شادية بترك الفيلم إذا لم يتم التعاقد مع يوسف شعبان وبدوره قرر يوسف شعبان ترك الفيلم كحل وسط للخلاف القائم بين النجمين الكبيرين ولكن ذكاء الفنان عبد الحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف البسيط واجتمعت جميع الأطراف في منزله وتم حل المشكلة ودياً ووافق على مشاركة يوسف شعبان معهما في بطولة الفيلم وأصبحا صديقين حميمين.

 

في فترة السبعينيات قدم شخصية مثيرة للجدل في فيلم “حمام الملاطيلي” حيث أدى دور الرجل الشاذ، وعلى الرغم من اللغط الذي دار في مصر وخارجها فقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية وتقرر تدريس دوره في هذا الفيلم في “معهد السينما” وأكاديمية الفنون.

 

في سنة 1995 قرر الابتعاد عن المجال السينمائي والاكتفاء بتمثيل مسلسل واحد أو اثنين في السنة للتركيز في مهمته الجديدة كنقيب للممثلين.

 

بدأت مسيرة أعماله التلفزيونية منذ عام 1963 وقدم أكثر من 130 مسلسلا أبرزها العائلة والناس والشهد والدموع والوتد وعيلة الدوغري ولحظة ضعف ورأفت الهجان، وتألق بشكل بارع في أدائه لشخصية محسن ممتاز المكان المقصود، أعمال رجال، التوأم وضد التيار، أميرة في عابدين، امرأة من زمن الحب، الضوء الشارد، المال والبنون، المشاركة بالجزء الخامس من “ليالي الحلمية” والجزء الأول من مسلسل حول “السيرة الهلالية” بنفس العنوان وغيرها من الأعمال. وشارك في مسلسل الحقيقة والسراب.

 

قدم يوسف شعبان مسلسلا غريبا أبدع فيه باختلاف اللهجة المصرية وهو المسلسل الأردني وضحا وابن عجلان والذي اعتبر الأكثر مشاهدة في دول الخليج والأردن وسوريا في حينه، وشاركته البطولة من سوريا سلوى سعيد ومن الأردن نبيل المشيني إلى جانب مجموعة من الممثلين الأردنيين والسوريين الكبار، والمسلسل قصة عشق بدوية هي ذاتها قصة نمر بن عدوان، وتعتبر نقلة نوعية في مسيرة يوسف شعبان الفنية.

 

بدأ مسيرته المسرحية بالمسرحية التلفزيونية “الطريق المسدود”، وهي من إخراج الفنان نور الدمرداش ثم قدم عدة مسرحيات أهمها “شيء في صدري)” و”أرض النفاق”، وعندها قرر تقديم اقتراح جريء بإنشاء ست فرق مسرحية تلفزيونية بدلا من فرقة مسرحية واحدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تخرجت من المعهد المسرحي، ولكن قوبل اقتراحه بالرفض وصدر قرار بتوقيفه لمدة ثلاث سنوات.

 

وبعدها حصلت أزمة كبيرة في مسرح التلفزيون وقرروا إلغاء إيقافه ولكنه رفض العودة إليهم وشارك في بطولة مسرحية من إنتاج القطاع الخاص بعنوان “مطار الحب” بمشاركة الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي والفنانة ميرفت أمين سنة 1970.

 

أثناء تصوير مسلسل “الحب الكبير” سنة 1963 قرر الاعتراف علنًا لكل الموجودين بزواجه من الفنانة ليلى طاهر الذي استمر أربع سنوات فقط وحدث خلالها الطلاق ثلاث مرات مما أدى إلى الانفصال النهائي بينهما، وقد ظل الحب والاحترام يسودا العلاقة بينهما. وبعدها تزوج من نادية إسماعيل شيرين ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول أخت الملك فاروق وأنجب منها ابنته سيناء، وكان عند وفاته متزوجا من الكويتية إيمان خالد الشريعان وأنجب منها ابنته زينب وابنه مراد المقيمين حاليًا بدولة الكويت.

 

في سنة 1997 نجح في انتخابات نقابة الممثلين في منصب رئيس النقابة، واستطاع خلال فترته تسديد جميع الديون المترتبة على النقابة وأنشأ ناديا كبيرا في القاهرة لاجتماع جميع الممثلين وعالج العديد من الفنانين الذين لم يكونوا يستطيعون دفع مصاريف علاجهم، واستطاع أن يستمر في منصبه دورتين متتاليتين قبل أن يخسر في انتخابات 2003 أمام الفنان أشرف زكي.