«منطقة الساحل» تسجل أعلى معدل وفيات بسبب الإرهاب في 2024

سبت, 08/03/2025 - 21:13

كشف مؤشر الإرهاب العالمي أن وفيات الصراع في منطقة الساحل الأفريقي سجلت أعلى مستوياتها منذ إنشاء مؤشر الإرهاب العالمي، متجاوزة 25 ألف حالة في العام 2024، وذلك بنسبة 1% من وفيات الإرهاب العالمي.

وأضاف المؤشر الصادر عن «معهد الاقتصاد والسلام» الذي يتخذ من سيدني الأسترالية مقرا له، أن الأداء الحكومي الضعيف 

والتوترات العرقية والتدهور البيئي أدت إلى تأجيج الصراعات في المنطقة، مضيفا أن تلك الصراعات تفاقمت بسبب النمو الجهادي العابر للحدود والمنافسة الجيوسياسية.

ونوه التقرير بأن الجماعات الإرهابية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قامت بتنفيذ الهجمات في غرب أفريقيا، حيث سجلت توغو أسوأ عام لها في الإرهاب منذ إنشاء مؤشر الإرهاب العالمي.

تأثير تحالف دول الساحل الجديد على تغيير خريطة التحالفات 
وقال المؤشر إن تحالف دول الساحل، الذي تأسس العام الماضي ويضم كلا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، يغير التحالفات في المنطقة بالتخلص من تدخل الدول الغربية في القطاعات الأمنية والاقتصادية، فضلا عن انسحاب التحالف من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس). وبدلاً من ذلك، عزز التحالف العلاقات مع روسيا والصين، اللتين تقدمان الدعم بشروط أقل من الغرب.

ويشكل الذهب بشكل متزايد مصدرًا بالغ الأهمية كإيراد للجهات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء في جميع أنحاء منطقة الساحل، مما يؤثر على العلاقات المحلية والدولية، وفق المؤشر.

ثروات أفريقية تتكالب عليها قوى العالم
تعد النيجر أكبر منتج لليورانيوم في العالم، ويمكن أن تكون مصدرًا مهمًا لدول مثل الصين التي ترغب في توسيع محطات الطاقة النووية الخاصة بها.

ومع ذلك، فإن الهجمات الإرهابية في النيجر لم تتوقف، وفق المؤشر الذي أوضح أن موسكو لها نفوذ في جميع أنحاء القارة، وخاصة في منطقة الساحل، وغالبًا ما تضعها في إطار الفشل الغربي في مواجهة الهجمات.

أما فيما يخص الصين، فكانت تبني نفوذها الاقتصادي والسياسي بشكل مطرد.، وفق  التقرير الذي نوه أن الحروب في أوكرانيا وسورية أثرت بشكل مباشر على الصراع في منطقة الساحل، فقد دعمت أوكرانيا المتمردين المعارضين للأنظمة المدعومة من روسيا، في حين أثر انهيار نظام بشار الأسد في سورية على سيطرة روسيا على مركز لوجستي رئيسي، مما قد يزيد من أهمية نفوذها في مالي ومناطق أخرى.

كما دفع غزو أوكرانيا لمنطقة كورسة الروسية، موسكو إلى سحب المستشارين العسكريين من بوركينا فاسو، مما يسلط الضوء على التوازن الدقيق الذي تواجهه روسيا في عملياتها الأفريقية.

وأشار المؤشر إلى تأثير الحملات الإعلامية الروسية العاطفي على السكان في جميع أنحاء منطقة الساحل، وهو ما يؤثر على المواقف تجاه كل من روسيا والقوة الاستعمارية السابقة فرنسا. ففي بوركينا فاسو، جاء ارتفاع النفوذ الروسي مصحوبًا بزيادة المشاعر السلبية تجاه فرنسا في وسائل الإعلام

وتابع المؤشر أن انهيار اتفاق السلام الموقع في العام 2015 أدى إلى تفاقم الوضع الأمني ​​المتردي بالفعل في مالي، مما أتاح الفرصة لجماعة العدل والإحسان الإسلامية لاستغلال هذا الوضع، حيث شنت هجمات مدمرة على أهداف حكومية في باماكو في سبتمبر 2024.