
خاضت قوى البلاد السياسية نضالا مستميتا في مواجهة إرادة تزوير إرادة الناخبين التي استوطنت إدارة بلدنا بقوة منذ ( كوبن ) 1991 الى الان.
وَكان فرض بطاقة التصويت الموحدة وتشكيل لجنة الإشراف المستقلة، من ابرز ما تم الحصول عليه في مواجهة اصطفاف بنيوي الى جانب السلطة ومرشحيها ، قبل ان تبتكر الاخيرة برهابها الفطري والمتجدد من الشفافية ونزاهة الانتخابات شوكة سيطرة وتحكم جديدة على هذين ( المكسبين )، كما تاكد بالقرائن المتواترة - التي تعززت مع الزمن - على التلاعب بالبطاقة الموحدة من محل طباعتها في انتخابات 2009 الرئاسية، وكما تاكد باليقين المعزز بعشرات الأمثلة والنماذج على تحويل لجنة الإشراف المستقلة في طلعتها الاولى ، التي تمت 2012 الى ملحق اداري تابع لمصالح وزارة الداخلية، تنفذ بواسطته ما لم يخطر على بال عتاة حكامها وولاتها الذين مردوا على الجور والحيدة والميل، وتفتقت عبقرياتهم في مختلف المواسم عن موبقات من التلاعب والتزوير نكتها ما زالت محكية على كل لسان.
وفي خط التقهقر نحو التزوير والتلاعب نزع النظام برقع الاستقلالية الشكلي عن اللجنة ومحضها لأعضاء نشطين في احزاب تعلن موالاتها للنظام وتخرج أطرها من ذات المشكاة التي كونت اطر وزارة الداخلية، وأقصت منها على نحو كلي احزاب المعارضة ومؤسستها القانونية رغم طلباتها التي وصلت الى حد الاستجداء، - وذلك فيما بدا واضحا الْيَوْم - حتى تكون هذه اللجنة جاهزة متى تطلبت الحاجة الى إغماض العين وملء الشدقين من طحًين التزوير دون ذرة حياء.
وأول ذلك الجرم المشهود حين أمرتها بإسناد صفقة البطاقة الموحدة الى مطبعة قيد الإنشاء استجلبت في ظرف استعجالي من طرف احدى واجهات السلطة التجارية وعناوين ثروتها المنهوبة، ذات اللمعان المغشوش المطلي بلون الغروب الزعفراني الذي اوصل البلاد لقطع من الليل مظلمة.
فمتى كان الحياد ان نسلم امر الانتخاب لمن تشهد العامة بعدم حياده؟ ومتى كان الذئب مؤتمنا على الغنم، ومتى كان عدلا ان نسلم ورقة رهان مصيري أخذ الإشراف عليه تحت القسم لطرف ثبت من خلال الاستقراء المتراكم انه المعني الاول بمهام المغالطة والتزييف؟
ذلك هو ابتذال الضمير الجماعي وخراب القيم والمشاركة بسبق الإصرار في السعي لاضاعة فرصة تحول ديمقراطي ما زال الشعب الموريتاني بامكانه حمايتها من مخالب الوحش الكامن في نفوس بعض نخبته اضمحلت ضمائرها، ولَم تعد تميز بينما هو حق وما هو واضح البطلان، همها مبتغى غايتها تحقيق ما توده سلطة في غروب وجوب وواقعي مصرة من اعلى هرمها على تزييف المصطلحات وبلطجية الخطاب والحديث عن (مرشح اجماع) في وقت تتوارد فيه صور مهرجانات مرشحي المعارضة تضج بها الساحات والشوارع في طول البلاد وعرضها متحدية صعوبة المناخ وشح الوسائل للتأكيد بالدليل القاطع انها قادرة في مسلكها الجماهيري المتوثب على حماية خيارات شعبها الانتخابية ، وأنها ماضية نحو التغيير الديمقراطي رغم أنف النظام ولجنته وضميرها الملتاث وتتوق للاتحاق بشعوب كسرت قيدها وثارت على الظلم والعسف والعيش بين الحفر.
حزب الصواب